مستعمرة قلب..!
وليد جاسم الزبيدي/ العراق
بينَ عُزلةِ قلبٍ، ينوسُ حجرْ..
يفتحُ مزالجَ ممراتٍ نحوَ الرّوحِ
يسمو، فيخفقُ، يُرتّلُ
بينَ دفّتيهِ
ورقٌ أصفرْ..
فيهِ رائحةُ ترابٍ ، وعطرُ عنبرْ..
يسخرُ من قضبانٍ، وأسيجةٍ.. ممنوعاتٍ..
ترقّبِ شرطيّ
في مقهىً أعمى،
ودخانٍ يمتدُ سماواتٍ بفضاءٍ تعلوهُ
أغانٍ برطانةِ (فيكتور جارا)....
يُبكي زمناً كانَ يُسمّى: عصرَ الحريّةِ والزهرْ
فيهِ (الليندي) بنظّارتهِ يقرأ وجهَ الفقرْ..
وطلّابٍ بتظاهرةٍ يزفّونَ عُرساً
يخفونَ بجيوبهم تعويذةَ (كورفالان)
الشرطةُ تشمّ رائحةَ يسارٍ مشويّ عن قربٍ
يهرّون عليهم..
تتجافى جنوبُهم بوجعٍ مقدّسٍ
يكتبونَ على الحيطانِ بأناملِ التفاحِ
بلونِ الماءِ.. وطعمِ اللوز،
بعدَ حينٍ...!
يخفقُ علمٌ، يُرتّلُ نشيداً
... وبينَ دفّتيهِ، يقرأ (نيرودا)
آخرَ قصائدِ الثورةِ
التصفيقُ.... رصاصُ المُخبرِ
في ليلٍ يتآمرُ ، يغتالُ اللوحةَ واللونَ
رصاصاتٌ تحملُ صورةَ نصفِ إله
بنتانةِ (نيكسون)، وخبث(هرتزل)، ووقاحةِ إبليس..
نصفُ إلهٍ مذعورٍ من رائحةِ (الفودكا)
واللونِ الأحمرْ
قد كانَ وجههُ مأتماً.. وفكرهُ سُلالة ماءٍ مهين
أزيزُ رصاص.. دخان...
عُلبُ الموتِ
بصورةِ (بينوشيت)
نصفُ إلهٍ مجذومٍ
حطّمَ مرايا المدنِ
أحرقَ صورَ شبابٍ يزهو بظلّ ربيع
كي يتربّعَ فوق جماجمَ
يشربُ نخبَ المغدورينْ..