كلّ ستسلبه الايّام ما كسبا
ما زال في قلبه رغم المشيب صبا
وظنّ انّ بريق الامنيات خبا
وابصر الشّيب يحبو فوق غرّته
كانّه تحت اقدام الحفاة دبى
رمى الرّماد بوجه الرّيح في غضب
فطار منه شرار ايقض اللّهبا
وكان يحلم والآمال خادعة
مالم يعدّ لكي يحظى بها سببا
وفي مسا معه ممّا مضى صخب
يبدّد الخمر من راس الّذي شربا
جذوره لم يزل في نسغها رمق
يحيا اذا ما همى غيث او انسكبا
وكلّ جذر اذا طابت منابته
يعود بعد ذبول سامه رطبا
وفي الحياة دلالات لخاطبها
تذكي عزيمته كي يبلغ الاربا
وكان من قبل لايغريه زخرفها
حتّى تعرّت له فارتدّ منقلبا
حبته بدرا كسى ديجوره القا
القى عليه سنى اغواه فاضطربا
انساه ما كان يخشى ان يفارقه
من السّنين التي خانته فاغتربا
وكان يرزمها فوق القطار الذي
ينوي الرّحيل وحتّى الآن ما ذهبا
بها لوجهته اذ ما يزال له
من الزّمان وشيلا بعد ما نضبا
وفي القطار نداءآت تحذّره
ليستعدّ بانّ الموعد اقتربا
وما تنبّه حتى فرّ منطلقا
على المسار كثعبان قد انسربا
مخلّفا من رمى في التّيه جثّته
للدّ ود يلهو بها كي تنتهي تربا
فالعب كما شئت فالاقدار غالبة
من شاواء القدر المحتوم ما غلبا
او زن فعالك في دنياك مبتعدا
عن الشّرور وكن لله محتسبا
وازرع لتجني اذا ما اجدبت ثمرا
تلقاه عند اشتداد العوز مكتسبا
وافخر وكاثر وحز ما شئت من نشب
شيّد صروحا واعلي فوقها قببا
حتّى يجيء الّذي تخشى تقاربه
فلا مناص من الآتي الّذي كتبا
من مرّ مرّ وامسى للورى مثلا
لمن تبصّر بالارث الذي وهبا
للوارثين ليعلي شان تافههم
بعض المواريث تحبوا الوارثين ربا
وما كنزت لذي الميراث موئله
كلّ ستسلبه الايّام ما كسبا