فراشة أيلول
تلك الزنبقة النائمة بين شفتي السلام يانعة، مازالت تمسح عنها صدأ الغياب، لكن المسافات المؤدية إليها مصابة بلعنة الصمت...
مكبلة أيادي الحرية بأصفاد الخطيئة، ينتظرها سجن الغربة إن باحت بأنفاس العشق...
أعشق نتف بتلات الانتظار، وإشعال قناديل العودة، لكني أرهب دموع الأمهات، يكسر قلبي أنين شيخ تحت أنقاض الرجولة يتسول رغيف حب،
ها أنا على قارعة غربتي أحصي خيبات السعادة، مالها كلما حملت بجنين العودة، أجهضت... صارت تعاني من بوادر العقم، ترى هل ستطلقها قلوب الأطفال؟ وتمتنع طيور الطفولة عن تقبيل دمى البراءة...!
ثائرة نظراتي، اختنقت بدخان الحزن المتصاعد من فوهة البطالة، ملّ فؤادي من هدهدة الأحلام العقيمة،
لنطرد الفقر من سنابل الأمل قبل أن يعزف أيلول على أوتار المقل،
...لنهشم فناجين العرافات الغارقة في سواد البوح...! فلنا في ربوع وطننا حياة، نبضة حب لا تسن.
أشتهي الرقص على أنغام الريح وهي تجردني من ثياب اليأس، من معاطف الفشل،
أتوق للفرار من تنور الوحدة، من لهيب الغربة المشتعل.
ناهد الغزالي/تونس