بدأت عنادل الغبش تترنح وتزغزغ على أخر خيوط
العتمة ،
وراحت قوافل الفجر الصادق تهتف آهات بهاء قبل ان
يقبض الضياء ويدحر سائر الدهاليز ، ويستقر قرص
شمس الأصيل ،!
على عجالة يختلس الظلام النظر فيندفع في بطن
السماء ،
تتدلى اسلاك الضياء على مضض فيستلم الأديم هديته
من النور لتبصر الخلائق كل تلك المساحات البهية
والمنبعثة من بين خطوط الإبتهاج ،
وتتنقل هنا وهناك بسرعة مذهلة حتى تتوقف عند أخر
مذبح للسواد الحالك !
تنفق شمس الاصيل ضياءها الساطع وتتواصل براعة
الصباح في رسم مشاهد الدعة والأمل على منصات
الحياة ،
ويغلب النور الظلام ويعتلي عرش الضياء صوت الصباح
المهيب .!
أفلت نجوم الصمت ، ولاذت فلول جشع الفوضى ،
وتقطعت بالإنكسارات السبل !
الفضاء الشاسع لم يبخل بأطيافه النبيلة ،
وشاء الله تعالى ان يحمل هذا المدى المترامي كل خلجات
الإنشراح لتتغلغل انفاسه الزاكية في سائر ارواح البشرية !
يتزاحم البياض ويتكاثف ،
ويميل صوت الألق ليدك كل زاوية ويستبيح كل الحصون
المغلفة .!
تصغي الأرض لتلك النبرة التي راحت تطهر الجدران
الباهتة من بقايا خطوات الوهن والسكون ،
ويشرع الصباح الباسل بالإنبثاق مجددآ ليمضي النور
حيث اقتضت حكمة الله ..!!
~~~~~ من مدونة / صباحات باسلة ... بقلم هاشم الجنابي